رؤية نحو السلام الداخلي
بعدما زادت احتمالات تصادمك مع ظروفك وإرادتك وطاقاتك.
بعدما زاد تجاوبك لوسائل الإعلام والتواصل
والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى
وهروبك من واقعك.
بعدما زاد صراعك اليومي من أجل لقمة العيش
في ظل زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
هل يصعب عليك بأن تشعر بسلام داخل نفسك
وتعطيها جزء من وقتك؟
هل يصعب عليك تعديل مسار حياتك
وحل مشاكل وعادات تتقمص فكرك وسلوكك؟
وسط وضعك الراهن
قد يصبح من الصعب عليك
لكن ليس من المستحيل عليك
أنت لست استثنائي بهذه الظروف
الكل تائه في ملابسات الفوضى، ولكن ما يقع على عاتقك
الاختيار مابين لعب دور البطولة أم الضحية ؟
تتأثر أم تؤثر؟ تأخذ أم تعطي؟ تجيب أم تسأل؟ تقول أم تفعل؟
سلوكك الإنساني وما يتعلق به من متغيرات وعوامل مؤثرة،
ظاهرة طبيعية
قد تكون أكثر تركيبا وتداخلا من الظواهر الأخرى
إلا أنها ظاهرة تخضع للدراسة والبحث
وبالتاليتستطيع فهمها
وبقدر فهمك تستطيع التنبه والتحكم بها.
إداركك لما حولك من مواقف هو نوع من الحياة
لأنك إذا عشت دون أن تدرك ما حولك فأنت تموت كل يوم،
ألمك وشكواك وشعورك بالغضب والتوتر إزاء مشكلاتك
وتقبلك لما يحدث لك
بعد أن تفهم أن الأشياء وخاصة الأشياء السيئة هي خارج سيطرتك
هو حاجتك للخروج من هذا المأزق.
دعني أخبرك عن ال"Amore Fati" مصطلح لاتيني يعني
"حب القدر" وتقبلا كاملا لحدود العالم الكوني الذي نعيش فيه
والإدراك بأن عالمنا عالم سائل يخلق نفسه ويحطم نفسه ويكرر نفسه دائما
وبنفس الطريقة عالم بلا هدف يتحرك في حركة دائرية عبثية.
من خلال مفهوم "حب القدر"
قال لنا فريدرك نيتشه في كتابه (العلم المرح) (The Gay Science) :
"أريد أن أتعلم أكثر فأكثر، كيف أرى اللزوم في الأشياء كنوع من الجمال،
عندها سأكون واحدا من أولئك الذين يجعلون الأشياء جميلة
لن أخوض حربا ضد القبح
لن اتهم إطلاقا، لن اتهم حتى أولئك الذين يتهمون
ليكون اعتراضي الوحيد صرفالنظر!!
وإني أريد يوما ما أن أكون ممن يقولون: "نعم أمام الحياة دائما" ".
في نهاية المطاف الانزعاج من حاضرك لا يعني الراحة في مستقبلك
لاشك أن الشعور به ضروري
لدفع حاجتك نحو الهدوء والسلام الداخلي
لكن هل هناك خطوات كفيلة لأن
تصلك إلى السلام الداخلي؟؟
سيلا جلنار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق